News Ticker

مستشفى الأزهر بأسيوط مع وقف التنفيذ.. واتهامات بإهدار«67» مليون جنيه




وقف "جابر"  أمام وحدة جراحة قلب وصدر الأطفال بمستشفى الأزهر فرع أسيوط يراقب طفلته ويبتسم لها عن بعد ليدب في قلبها الأمل في الحياة من جديد، ثم توجه إلى مدير المستشفى مستعطفا إياه قائلا والدموع تملأ عينيه: ابنتي بحاجه إلى غرفة وفي حالة حرجة، فرد عليه :لا يوجد غرف شاغرة في المستشفى؛ فاستنجد الأب بكل أطباء المستشفى لتدبير غرفه لابنته وقف "جابر"  أمام وحدة جراحة قلب وصدر الأطفال بمستشفى الأزهر فرع أسيوط يراقب طفلته ويبتسم لها عن بعد ليدب في قلبها الأمل في الحياة من جديد, ثم توجه إلى مدير المستشفى مستعطفا إياه قائلا والدموع تملأ عينيه ه لإنقاذها من الموت المحقق ،ولكن لاحياه لمن تنادى .

وعلى الرغم من الحيرة التي انتابته انتظر توفير غرفه بالمستشفى لمده أربعة وعشرين ساعة، اضطر بعدها إلى لنقل ابنته  وهى في حاله خطره إلى العناية المركزة بإحدى المستشفيات الخاصة في مدينه أسيوط، وبعد ساعات كان الموت اقرب الحلول لتنتهي مأساة جابر وطفلته الصغيرة بمأساة اكبر بسبب عدم وجود أسرة تكفي المرضى البسطاء بمستشفى الأزهر بأسيوط .

حالة  جابر ليست الأولى وربما لا تكون الأخيرة؛ فالمواطنون في أسيوط يعانون من وقف إتمام إنشاء مستشفى الأزهر الذي طال انتظاره ليخدم المواطنين الفقراء ممن لا حول ولاقوه لهم ،فالمستشفى بدأ الدخول في حيز التنفيذ عام1997 عندما أسند مشروع إنشاء مستشفي تعليمي الذي تكلف 67  مليون جنيه لإحدى شركات المقاولات, ليستغرق إنشاؤه على الأكثر  ثلاث سنوات بميزانية .

 نقص طاقم التمريض
يقول الدكتور احمد الشريف- طبيب معاون بقسم المسالك: إن هناك العديد من الصعوبات التي واجهتنا خلال سير عملنا بسبب عدم وجود مستشفى يستوعب التخصصات والحالات المرضية المختلفة ونقص عدد الطاقم التمريضي والمؤهلات وفنيي التخدير والعمليات وأطباء التخدير علاوة على الكادر المؤهل في مجال صيانة الأجهزة والمعدات الطبية و المعاناة نتيجة النقص الشديد لموظفي الخدمات العامة والنقص الشديد لموظفي الخدمات العامة ,وعندما نتساءل عن السبب يراوغ المسئولون مؤكدين إن التجهيزات سوف تكون متوفرة في مستشفى الأزهر الجديد .

وأشارت ريهام عبد الله- طبيب مساعد بقسم الجراحة ،أن عدم تدبير المبلغ بالكامل تسبب في وقف المشروع مبدئيا ما اضطر المستشفى إلى تدبير مبلغ5 ملايين جنيه فقط, فقد أدي ذلك إلى تعثر المشروع مره أخرى، ثم قامت المستشفى بتجديد العقد وقامت الجامعة بزيادة المبالغ المالية المعتمدة طوال الأعوام التالية للتعاقد بعد عام2000 وحتى عام2008، ليصبح إجمالي ما تم توفيره33 مليونا, ثم قامت الجامعة بإعطاء الشركة دفعة مقدمة قدرها10 ملايين,لم توافق عليها الشركة وتوقف العمل بالمستشفى منذ عام 1999 حتى الآن.

الكثيرين حرم من فرصة التدريب
وأشار عدي محمد –طبيب، إن عدم إتمام المستشفي الجديد حرم الكثيرين من توفير فرص التدريب والتعليم الأطباء حديثي التخرج على الرغم انه تم اعتماد نحو25 مليون جنيه لتنفيذه إلا أن الشركة المنفذة للمشروع لم تنفذ وعودها..وتم عمل محضر اجتماع موقع بين رئيس الجامعة ورئيس مجلس إدارة الشركة لتسليم الموقع العام في عام 2007، و الشركة لم تلتزم، متسائلا عن سبب صمت مسئولي المستشفى عن اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الشركة التي لم تلتزم بالعقد.

وأشار د.مرزوق تاج الدين إن هناك العديد من الأنشطة المتعلقة بالجانب الطبي والفني منها استحداث وتجهيز غرفة عمليات صغيرة تابعة لعيادة أمراض العيون المتخصصة بتفريغ الكيس الدموي واستئصال الكيس الذهني واستئصال اللحمية وعمليات صغرى تابعة لعيادة أمراض الجلد إضافة إلى استحداث وتجهيز غرفة وتفعيل دور إدارة التمريض متوقفة بسبب تعلقها الشديد بالميزانية المخصصة للمستشفى .

أخطاء فنية
بينما أكد أيمن عبد التواب -إداري بالمستشفى، إن المبنى الجديد  كان من المفترض تسليمه منذ 12 عام  ولم يقتصر الأمر على إهدار المال العام والتأخر في تسليم المبنى بل أن هناك مشكلة هي الأصعب وهي إحاطة المبنى وأساساته بالمياه من جميع الجهات نتيجة لوجود بعض الأخطاء الفنية وبالتالي لم توفر الخدمة للمرضي مما تسبب في تصاعد الأزمة حين توقف استكمال الإنشاءات التي صدر لها قرار إن تتم علي مرحلتين لتنتهي المرحلة الأولي في عام 1999 بتكلفة 28 مليون جنيه ,يليها المرحلة الثانية التي صدر لها أمر إسناد عام 2003 بتكلفة 55 مليونا، تسلمت الشركة المنفذة الموقع في 7 أغسطس 2002 بعد إزالة المبني القديم، فأنهت أعمال الأساسات لمبني الخدمة ومبني العيادات الخارجية البالغ مساحتها 700 متر مربع وحصلت علي مليوني جنيه منها 500 ألف جنيه ضمن خطة 2004/2005 ومليون ونصف المليون في خطة 2005/2006، ثم توقف العمل بعد تسعة أشهر تحديدا في ابريل 2005 لعدم توافر الاعتماد المالية اللازمة لاستكماله حتى الآن.

وأكد ياسر فتحي –طبيب في قسم العلاج الطبيعي، إن المستشفى يمثل أملا كبيرا لأهالي أسيوط بعدما لمس المواطنون مدي تطور الخدمات العلاجية  فكانوا يأملون في استكمال الإنشاءات علي نفس المستوي،إلا أن الأمل بدأ يتبخر عاما بعد آخر، لتأخر استكمال المستشفي، والمقرر ان يشمل مبني للعيادات الخارجية، وآخر إداري وثالث للطوارئ والرعاية العاجلة، ومركزي غسيل كلوي وعلاج طبيعي والأمراض النفسية والحروق والتجميل.

 معاناة المواطنين
وتابع: 12 عام  مضت والمواطنون في أسيوط يتكبدون معاناة التنقل بين ثلاثة أماكن مختلفة للحصول علي الخدمات العلاجية، فالمستشفي يعاني من مشاكل كثيرة ويجري فيه أعمال الإنشاءات والتجديد، وظل الأمل يراود أهالي المحافظة في استكمال المستشفي لكنهم أصيبوا بالإحباط بعد أن تحولت الأرض التي ستقام عليها المستشفى إلى جراج للسيارات ومقلب للقمامة ومخزن لبعض أدوات النظافة والمخلفات الطبية والسيارات القديمة .

يذكر إن أطباء المستشفى تقدموا بمذكره إلى رئيس الوزراء ووزير قطاع الأعمال للمطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه شركة النصر للمباني والإنشاءات "ايجكو" والصادر لها قرار إسناد من وزير الإسكان والمرافق العمرانية رقم "21 " لسنة 1999 بإتمام أعمال إنشاءات مستشفى طب الأزهر فرع أسيوط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أيجبت تايم نيوز

إلى الأعلى