News Ticker

فاعتبروا يا أولى الأبصار






بقلم :حنان بدران
بين أقوال الحكماء هناك حكمة تقول :أن العاقل هو الذى يستفيد من
أخطاء غيره..
وهذه الاستفادة لا تتأتى إلا للعقلاء، فمجنون إذن كل من يرى العواقب
السيئة لتجارب غيره ثم يُقدم على نفس التجربة بحذافيرها
وكثيرا ما سمعت عن الجنون الذى يلتصق بالأحلام والأهداف الدنيوية,,
. فهناك جنون المال
وجنون السلطة، وجنون الشهرة ، وغيرها من أصناف الجنون .
و كنت أتصور أن هذا النوع من الجنون يكمن فى
الحرص علي تحقيق الهدف بكل الطرق حتى وان خالف ذلك ما يخالف.
ثم يأتى الحرص
على بقائه حال الوصول إليه ،أيضا بكل الطرق وان خالف ما يخالف
ولكن حين يصل هذا الحرص
إلى الحد الذى قد يُوْدِى بحياة الشخص بل ويقوده إلى نهاية
من أبشع النهايات فلا يكون هذا هو حد الجنون أبدا
ولكنه.......حد الغباء.
كل صاحب عقل يجب وأن يستفيد من تجارب الآخرين خاصة إذا كانت
قريبة العهد..بل ولا زالت آثارها موجودة..
فى القرآن الكريم أنذر الله تعالى القرى الظالمة وذَكّرها بما حدث لمن
قبلها وقد ظلمت وتجبرت ...
بسم الله الرحمن الرحيم
)ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ( 89 )واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ( ( 90 ) سورة هود
ولأن القرآن الكريم نزل لكل عصر وزمان فكان حَرِياُ أن يكون
عبرة للظالمين فى كل عصر بما فيه عصرنا هذا .ولكن يبدو
أن التذكير بتلك الاحداث لم يكن كافيا بالنسبة لهم ،ربما لمرور أزمنة طويلة
علي حدوثها
حتى أصبحت تلك الاحداث بالنسبة لهم مجرد أقصوصة يسمعون أو يقرأون
عنها... إذا كانوا أصلا يعلمون عنها شئ..
وفى محاولة لفهم عقول هؤلاء(طبعا فى حالة وجود هذا العقل)
أتساءل :كيف يرى بشار الأسد عاقبة معمر القذافى ومانهاية القذافى منه
ببعيدة بعدما فعل القذافى بشعبه ما فعل .ثم تُسوِّل له نفسه الإقدام على مجرد
التفكير فى اعادة نفس سيناريو الظلم الذى لاحد ولا وصف له؟
بأى منطق وبأى عقل أقدم على هذا ؟؟ ألا يخشى على نفسه
سوء العاقبة كما حدث لصاحبه ؟؟ ،لمن كان قبل شهور تجمعهم لقاءات
ومؤتمرات فتتصافح
أيديهما ويتعانقان ويتبادلان الأحاديث؟؟ هل كان من الذين لا يعتبرون؟
أم أصاب عقله زهايمر مفاجئ
فنسى ما حدث؟؟ أم انه يريد
الانتحار لكنه يخشى الموت كافرا فحدثته نفسه أن يموت بيد الشعب
فيصبح بذلك ليس فقط قتيلا بل ربما شهيدا؟
أى عقول تلك التى تخبئ فيها كل هذا الغباء؟؟
ثم أى أياد تلك التى كانت بالأمس تحتضن أطفالا وتقبلهم فى الافتتاحيات
وهم يقصون شريطا فى احتفالية أو مناسبة فتمتد أيديهم الصغيرة
بزهور البراءة والامل ليبادلهم بيد غادرة تطفئ هذا الأمل وتحيله لظلام
فتقضى على هذه البراءة...بقتلها وذبحها وتعذيبها...
ثم أى قلوب تلك التى مات فيها الإحساس فرأت دماءهم
تسيل على قسماتهم البريئة فلم يتحرك لها ساكنا؟؟؟
ثم أى ضمير هذا الذى مات فأصبح لا يؤنبه فيرى التعذيب والتدمير
أمراَ طبيعيا بل وممتعا؟؟
مات كل ما فيه... لم يعد فيه سوى جسدا خاويا من كل ما يتعلق بالروح
والإحساس والإنسانية لتبقى وحدها الشيطانية تسيطر وتتحكم..
وللأسف الشديد لا ينطلى هذا الوصف عليه وحده ، وإنما على كثير من
الحكام الذين أصاب عقولهم الجنون أقصد الغباء ونسوا أن هناك اله اسمه
العدل
يقتص حتما من كل ظالم مهما طال ظلمه...( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ
يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ)
مصير الظالمين محسوم بوعد الله تعالى..
أما المؤمنين فوعدهم النصر بإذنه تعالى..
)أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب (( 214 )
ألا إن نصر الله قريب
ألا إن نصر الله قريب
ألا إن نصر الله قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أيجبت تايم نيوز

إلى الأعلى