News Ticker

مستشرق : القرآن يدعو المسلمين وغيرهم إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا




القرآن الكريم الكتاب الوحيد الذي تحدي كل الكتب السماوية بأنه ليس فيه اعوجاج أو تناقض، فقول الله تعالي { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } "النساء: 82" ،إنما يدل علي كمال القرآن وفصاحته ومناسبته لكل عصر وعهد، فلو كان من عند غير الله أي قول بشر لكان فيه تناقضاً بين آياته وركاكة في عباراته وألفاظه وكان فيه الكثير من الأباطيل والأكاذيب التي تخالف العقل وتخالف الواقع.

وفي قصة شهيرة للمستشرق الرياضي "غاري ملير" أستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو كندي الجنسية والذي كان من المبشرين النشطين جدا في الدعوة إلى النصرانية وأيضا هو من الذين لديهم علم غزير بالكتاب المقدس , أنه ذات يوم قرر دراسة القرآن ليقف علي بعض السقطات التي تعزز عمله في الدعوة إلي النصرانية ومحاربة الإسلام ، إلا أنه خلال بحثه توقف عند هذه الآية الكريمة.   

يقول ملير عن هذا الآية ” من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر هو مبدأ إيجاد الأخطاء أو تقصي الأخطاء في النظريات إلى إن تثبت صحتها Falsification test ، والعجيب أن القران الكريم يدعوا المسلمين وغير المسلمين إلى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا ".

يقول أيضا عن هذه الآية ” لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتابا ثم يقول هذا الكتاب خالي من الأخطاء ولكن القران على العكس تماما يقول لك لا يوجد أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد".

وورد في فتح القدير للإمام الشوكاني ما نصه (أي لو كان من غير عند الله لوجد فيه تفاوتاً وتناقضاً، ولا يدخل في هذا اختلاف مقادير الآيات، والسور؛ لأن المراد اختلاف التناقض والتفاوت، وعدم المطابقة للواقع، وهذا شأن كلام البشر لا سيما إذا طال، وتعرّض قائله للإخبار بالغيب، فإنه لا يوجد منه صحيحاً مطابقاً للواقع إلا القليل النادر).

أما في تفسير الفخر الرازي : (أي لكان بعضه وارداً على نقيض الآخر، ولتفاوت نسق الكلام في الفصاحة والركاكة).

وورد في تفسير البيضاوي ما نصه:({ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله } أي ولو كان من كلام البشر كما تزعم الكفار. { لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً } من تناقض المعنى وتفاوت النظم، وكان بعضه فصيحاً وبعضه ركيكاً، وبعضه يصعب معارضته وبعضه يسهل، ومطابقة بعض أخباره المستقبلة للواقع دون بعض، وموافقة العقل لبعض أحكامه دون بعض، على ما دل عليه الاستقراء لنقصان القوة البشرية. ولعل ذكره ها هنا للتنبيه على أن اختلاف ما سبق من الأحكام ليس لتناقض في الحكم بل لاختلاف الأحوال في الحكم والمصالح).

تفسير ابن عاشور: (أي إن القرآن لا يشتمل على كلام يوجب الريبة في أنه من عند الحق رب العالمين، من كلام يناقض بعضه بعضاً أو كلام يجافي الحقيقة والفضيلة أو يأمر بارتكاب الشر والفساد أو يصرف عن الأخلاق الفاضلة، وانتفاء ذلك عنه يقتضي أن ما يشتمل عليه القرآن إذا تدبَّر فيه المتدبرُ وجده مفيداً اليقين بأنه من عند الله والآية هنا تحتمل المعنيين فلنجعلهما مقصودين منها على الأصل الذي أصلناه في المقدمة التاسعة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أيجبت تايم نيوز

إلى الأعلى