المشهد الامل / حجره ، الباب علي اليمين معلق بجواره ساعه الحائط ، علي اليسار في الاعلي مكتبه و تحتها سرير. و في الوسط يجلس هاني يذاكر..
هاني ( يهرش شعر راسه و ينظر الي الساعه) : الوقت يمر ، و الامتحان الاسبوع القادم ، اشعر بالارتباك و التوتر و عدم الرغبه في المذاكره .
( صمت ، يفتح كشكولا طويلا)
هاني : اريد فكره مسرحيه .. ( صمت )
اه وجدتها ، ام تسعي لتربيه ابناءها بعد وفاه زوجها ،
لا لا فكره قديمه.. ( يقلب الصفحه)
ساكتب قصيده اذا .. ( صمت)
لا اعرف ، لا اجد كلاما ..
انا خائف ، الامتحان اقترب ! ( صمت)
( تدخل الام حامله كوبا من عصير المانجو ،
تتغير ملامح هاني فيكون اكثر تجهما)
هاني - في حنق -: متي سيعود؟
( تضع الام الكوب علي المكتب و تلمح الكلام
الذي كتبه هاني في الكشكول فتغضب)
الام : انت تكتب قصص و لا تذاكر؟!
هاني : انا خائف جدا و ليس عندي رغبه في المذاكره..
ارجوك انا لا اتحمل زعيقك الان.
الام : انت حر ، و لكن ان بكيت ليله الامتحان..
هاني ( يقاطع في حنق) : فقط ادعي لي ..
( صمت ، تهم الام بالانصراف لكنها ترجع
كانها تذكرت شيئا)
الام : عمن كنت تسال؟
هاني : انا ؟
الام : الم تقل متي سيعود؟
هاني : اه اه ، كنت اسال عن ابي.
( تاخذ الام كوب العصير و تشربه)
هاني : ايه ايه ، انه كوبي،
لماذا شربتيه؟
الام : لاطفئ نار غيظي.
هاني : لهذه الدرجه؟
( تسند الام بيدها علي المكتب)
الام - في تنهد-: نعم!
هاني : معك حق ، فقد ازدادت عصبيته كثيرا ، في الفتره الاخيره ، و
ترك البيت مثل المراه المدللة .. هذا يوترني اكثر!
( ترفع الام يدها)
الام -في غضب-: لا تتكلم هكذا عن ابيك.
هاني : لقد ذقت منه الكثير.
الام : في النهايه هو ابوك.
هاني - متنهدا-: للاسف.
( تضربه بالقلم علي وجهه)
هاني ( بصوت عال) : انت و هو؟!
( تعطيه ظهرها متجهه نحو الباب)
الام : ذاكر امتحانك الاسبوع القادم.
هاني -مطرقا-: انا فاشل..
( صمت ، تخرج الام تاركه الكوب
الفارغ علي المكتب)
هاني( بصوت عال) : اريد كوبا اخرا..
( يسمع صوت الام من الخارج)
الام : لقد نفد المانجو.
( تدخل دينا - اخته)
هاني ( في غضب): اخرجي ، ليس لدي وقت للنقاش معك.
دينا : خدك احمر ، لماذا؟
( يوجه خده لدينا مكشرا)
دينا : اه ، لقد ذقت كف يد امك من قبل،
اعرف ، انه ثقيل.
هاني : اخرجي اذا.
دينا - في تردد-: لقد ارسل لي رساله علي المحمول و يريد مقابلتي.
هاني ( في حنق) : ابي؟
دينا : لا محمود.
هاني : اف ،
و ماذا تريدين؟
دينا : اقابله ام لا؟
هاني : هل تذهبين الي الامتحان بدلا مني؟
دينا : انت تمزح؟
هاني : انت تجيدين الحفظ ، و ستاخذين امتياز ان دخلت بدلا مني.
( تمسك دينا بالكتاب و تلقيه علي الارض
في عصبيه زائده)
دينا : انا مخطئه لاني اتحدث معك و اطلب مشورتك!
هاني : طبعا ، و هل اصبت يوما؟
دينا ( تصرخ) : يارب يكون امتحانك صعبا..
هاني ( في ضجر) : اخرجي اذا..
( تخرج،
صمت)
هاني : ماذا افعل؟
اختنقت من هذا البيت ،
الامتحان الاسبوع القادم ، انا خائف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد الثاني / شارع ، يقف محمود تحت عمود الكهرباء و يبدو عليه القلق بينما يمر الناس من خلفه ، و كل حين ينظر في الساعه حتي تاتي دينا..
احد الماره : كم الساعه لو سمحت؟
محمود ( ينظر في الساعه) : ياه ، انها تاخرت ..
لن تاتي .. لن تاتي.
الرجل : الساعه لو سمحت..
محمود : انا انتظرها منذ ساعه..
الرجل : من؟
محمود ك من انت؟
الرجل : انا اسالك عن الساعه.
( يبتعد بضع خطوات و يمد بصره ليتدقق من قدوم
دينا)
محمود : يارب ، يارب ، يارب!
( ينصرف الرجل قائلا : المجانين في نعيم،
تظهر دينا تسير بخطوات بطيئه ،
يسرع محمود نحوها)
محمود ( في لهف) : ظننتك لن تاتي،
لماذا تاخرتي؟
دينا : لم اكن انوي القدوم اساسا..
محمود : انا اسف علي ما فعلت.
دينا : انت مثل ابي تمام..
محمود : لن اكرر الامر مره اخري.
دينا : و ماذا تريد؟
محمود : سامحيني.
( صمت ، يسمع صوت اصطدام سياره باخري
و من بعده ، صوت خناق السائقين)
محمود : ارجوك!
دينا : ماذا حدث هناك؟
( صمت ، ينظر الاثنان ناحيه الاصدام ،
يمسك محمود يد دينا)
محمود : انا احبك كثيرا..
دينا : ان كنت تحبني حقا لما فعلت ذلك.. ( تنزع يدها بقوه)
محمود : معك حق ،
سامحيني.
دينا : وماذا بعد؟
محمود : ساتي لخطبتك غدا.
دينا : لن يمكنك ، فابي ترك البيت و لا اعرف اين ذهب!
محمود : لم؟
دينا : لا تسال ، فانت ستفعل مثله عندما تتزوج!
محمود : انا لا اقدر ان ابعد عنك يوما واحدا..
دينا : كان يقول لامي ذلك قبل الزواج.
( صمت)
محمود - بلهفه كانه خطرت علي باله فكره- : سازوركم و اخطبك من امك
و عندما يعود ابوك ساتي لاخطبك رسمي!
( تنصرف دينا مبتسمه)
محمود ( بصوت عال و هي تبتعد) : انتظريني!
( تستكمل)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق