News Ticker

مسرحيه / الاب الذي ذهب .. بقلم مصطفي عبده ..




المشهد الثالث / صاله ، باب الشقه في المنتصف ، علي اليسار باب يوصل الي طرقه بها المطبخ و الحمام ، علي اليمين ثلاثه ابواب لحجرتي هاني و دينا و حجره الاب و الام . صالون مكون من اربعه كراس اثنان علي كل جانب 
و في الوسط طاوله عليه فازه بها ورد . بعض الصور الفوتوغرافيه معلقه علي الحائط..

( تدخل الام بينما تفتح دينا الباب 
قادمه من الخارج)
الام : اين كنت يا دينا؟
( صمت ، تجلس دينا علي احد الكراسي و تنظر 
لامها)
الام : ما الامر؟
دينا : لا شئ.
الام : اين كنت اذا؟
دينا : كنت اتمشي .. ( تجلس الام علي الكرسي المقابل)
الام : وحدك؟
دينا : وحدي...
الام : ما الامر؟
( يسمع صوت هاني خارجا من حجرته)
هاني : اعملي لي كوبا من الشاي يا امي!
الام : اف
زادت طلباته و اختنقت منه بشده.
دينا - في صوت خافت-: قال لي انه لم يذاكر شيئا..
الام - في حنق-: ابوه هو السبب ، انا لا اعرف سبب كل هذا..
دينا : نعم ، لقد كان ابي عصبيا بشده..
الام : و ما ذنبنا؟
( صمت ، تقف دينا و تلعب بالورد الموجود 
بالفازه)
دينا : كان الورد جميلا عندما اشتراه ابي، و الان...
( تصدر صوتا بشفتيها يدل علي الاحباط ، 
صمت)
دينا - في تردد-: امي!
الام : ها...
دينا : لقد تقدم لي عريس اليوم..
( يسمع صوت هاني)
هاني : الشاي يا امي.
( تقف الام و تتقدم نحو دينا و تدفعها بقوه فتقع
علي الكرسي)
الام - بغضب- : يا سلام!
دينا - في خوف-: ما الامر يا امي؟
الام : ابوك تارك البيت منذ يومين و انت تقابلين حبيب القلب من دون 
علمي!
دينا : انا..
الام: انسي هذا الامر تماما..
( يسمع صوت هاني)
هاني : الشاي يا امي.
الام - في حنق-: ادخلي اعملي الشاي لاخيك.
دينا : حاضر .. 
( صمت ، تدخل دينا لتعمل الشاي ، تجلس الام ، 
تظهر دينا بعد قليل ، و في يدها برطمان فارغ)
دينا : لا يوجد شاي!
الام : اه، يا ربي!
( يدخل هاني)
هاني : اين الشاي؟
( ترميه الام بالفازه في عصبيه زائده)
الام : ادخل ذاكر..
هاني- يمسك قدمه-: اه اه ، حاضر .
( يدخل ، صمت)
( يسمع صوت جرس الباب ، تتقدم و تنظر من العين 
السحريه)
دينا : انه خالي!
الام : وحده؟
دينا : نعم.
الام : افتحي اذا..
( تفتح و يدخل الخال مرتديا قميصا ابيضا و بنطلونا 
اسودا ، مدخننا سيجاره)
الخال : السلام عليكم.
( يجلس علي الكرسي)
الام : و عليكم السلام، 
كيف حالك يا فريد؟
فريد : بخير و انتم؟
الام : بخير.
( صمت، تتقدم دينا و في يدها المطفاه فتضعها
علي الطاوله ثم تجلس بجوار خالها)
دينا : كيف حال رنا؟
فريد : بدات تزحف ،
توسخ ملابسها كل يوم، اين هاني؟
الام : يذاكر ، عنده امتحان الاسبوع القادم.
فريد: الجو شديد الحراره اليوم ، 
هل تفتحي النافذه يا دينا؟
دينا : حاضر!
( تتقدم دينا و تفتح النافذه ثم تدخل حجرتها ، صمت)
فريد : تبدين مرهقه!
الام : كان لدي عمل شاق اليوم.
فريد: ماذا؟ ( يقف ليطفئ السيجاره ثم يجلس)
الام : طبخ ، غسيل ، ترتيب الشقه، و طلبات هاني التي لا تنتهي.
( صمت، ينظر فريد الي الصور المعلقه علي الحائط)
فريد: قابلت يوسف اليوم.
الام - في حنق-:و بالتاكيد حكي لك شريط الاحداث منذ زواجنا حتي 
اليوم.
فريد: هذه عادته ، و لكن ماذا حدث؟
الام : يوم الخميس ، دخل علينا مكشرا ، غاضبا ، و كان صوته عاليا في 
حديثه مع دينا ، ثم تخانق معي لاني تاخرت في تجهيز الاكل،
فخرج هاني من حجرته و طلب منه ان يخفض من صوته، فضربه
بالقلم علي وجهه ثم خرج!
فريد: اه..
الام : و اين هو الان؟
فريد: يبات في بيت امه القديم.
الام : و لماذا لم يات معك؟
فريد: قال لي انه لا يشعر بالراحه هنا..
( صمت ، يدخل هاني حاملا كتابا)
هاني -في نشوه-: اها .. خالي هنا،
يا مرحبا يا مرحبا..
( يجلس بجواره)
فريد : كيف حالك؟
هاني : امتحاني الاسبوع القادم،
اين الشاي يا امي؟
الام : نفد!
هاني-في حنق-: العصير و الشاي ، ياللفقر!
( تتوجه الام ناحيه المطبخ ثم تختفي)
فريد: ماذا فعلت؟
هاني: لا شئ ، فانا لا اذاكر بجد حتي الان.
فريد: انا لا اتحدث عن المذاكره.
هاني : تقصد ابي، انا لم افعل معه شيئا ، لكنه ضربني من دون سبب، 
ثم خرج و لم يعد حتي الان!
فريد : ولا اباك!
هاني : من اذا؟
فريد(يصفر بفمه) : الجو..
هاني : اه اه ، لقد نسيت الامر تماما..
فريد : لماذا؟
هاني : وجدتها واقفه مع شاب.
فريد : عادي ، و ما المشكله في ذلك؟
هاني : بعدما انصرف ، سمعتها تخبر زميلتها بانه خطيبها..
فريد : حقا؟
هاني: نعم!
( صمت)
هاني : هل رايت ابي؟
فريد: نعم ، انه غاضب جدا منك و من اختك ، لانكما لم تسالا عنه!
هاني : ياللجنون ، هو المخطئ و يريدنا ان نسال عنه؟
فريد-في صوت مختنق-: ركز في الامتحان ولا تشغل نفسك باي شئ!
هاني : لا استطيع!
( صمت، تدخل الام حامله صينيه عليها طعام و تضعها علي 
الطاوله)
الام : تفضل يا فريد!
فريد: شكرا، علي الذهاب ، تاخرت!
( يتوجه ناحيه الباب و يخرج ، بعد قليل تظهر دينا)
دينا : انصرف؟
هاني: ماذا ترين؟
دينا : وفيما جاء اذا؟
الام : لقد راي اباكما اليوم!
دينا : اين؟
الام : لم يقل ، لكنه قال انه يبيت في بيت امه القديم لانه لا يشعر 
بالارتياح هنا!
( صمت تجلس دينا بجوار امها)
الام-في غضب- : لماذا تجلس معنا و لا تذاكر؟
هاني: اشعر بالملل!
الام : كل يوم علي هذه القصه، و تبكي يوم الامتحان!
هاني-مطرقا-: ماذا افعل؟
( تقف الام)
الام : لاشئ زد من تضييع الوقت.
( تنصرف الام الي حجرتها، صمت،
يتصفح هاني الكتاب ، تتوجه دينا نحوه)
دينا- في تردد-: محمود يريد خطبتي ما رايك؟
هاني في حنق : اف!
( ينصرف الي حجرته ، تجلس دينا مطرقه
صمت)

(تستكمل)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أيجبت تايم نيوز

إلى الأعلى