المشهد الرابع/ حديقه صغيره ، يقف خلفها هاني حاملا كتابا يتصفحه ، بجواره شباك مغلق ، علي الجانب الاخر من الشباك مكتوب شئون الطلاب.
يمر شاب ذهابا و ايابا امام هاني .
( يتقدم الشاب نحو هاني)
الشاب : انت من الفرقه الثالثه؟ ( ينظر اليه هاني في صمت)
هاني : نعم ، و انت؟
الشاب : انا ايضا من الفرقه الثالثه!
هاني : و لكني لم ارك من قبل.
الشاب : ما اسمك؟
هاني : هاني ، و انت؟
الشاب : شوقي شاكر ،
اعرف انه اسم غريب!
هاني : لا ابدا ، انه اسم موسيقي.
تشرفت بمعرفتك! ( يمد يده بالمصافحه ، فيصافحه شوقي)
شوقي : الشرف لي
ستؤجل الامتحان؟
هاني : نعم..
شوقي : و لماذا تراجع اذا؟
هاني : انا مذبذب الراي ،
ربما يحدث امر ما يجعلني ارجع في رايي فادخل الامتحان.
شوقي: انا اتخذت القرار منذ اسبوع.
هاني : و لماذا هذه النيه الجريئه؟
شوقي : سافرت مع اصدقائي لاصيف الاسبوع الماضي .
هاني -في تعجب-: كله؟
شوقي : كله!
هاني : هل انت جاد؟
شوقي : نعم قضيت هناك هذا الاسبوع !
( صمت)
هاني : متي ستاتي الموظفه؟
شوقي : لا اعرف ، انا انتظرها منذ ساعه تقريبا.
( صمت ، ياخذ شوقي جوله ثم يعود ، بينما يراجع
هاني في الكتاب مجددا)
شوقي : لقد تاخرت!
هاني : كم الساعه؟
شوقي : التاسعه و النصف ،
بقي نصف ساعه علي نهايه الامتحان!
هاني : اشعر بالقلق!
( صمت، يفتح الشباك ، يندفع شوقي اليه ،
يقف هاني خلفه و هو يراجع)
شوقي : اريد ان اؤجل الامتحان يا مدام!
الموظفه-في برود-: قل صباح الخير اولا،
هات عشرين جنيها.
( يخرج شوقي عشرين جنيها من جيبه،
و يعطيها للموظفه ، ثم يلتفت الي هاني)
شوقي: هات عشرين جنيها.
هاني : لماذا؟
شوقي : ثمن التاجيل.
هاني : ليس معي نقود.
( تعطي الموظفه اوراق التاجيل لشوقي ،
ثم يلتفت لهاني مره اخري)
شوقي : لن تستطيع التاجيل اذا.
( ينصرف شوقي مسرع، صمت)
الموظفه-لهاني-: ماذا تريد؟
هاني : لا شئ ،
اريد ان اصبح عليك!
( ينصرف هاني بخطوات بطيئه و هو يراجع)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشهد الخامس/ الصالون ، الام جالسه مطرقه علي احد الكراسي .
( يفتح باب الشقه، يدخل هاني، تقف
الام)
الام : ماذا فعلت يا هاني؟
( يجلس و يتصفح الكتاب)
هاني : لم استطع تاجيل الامتحان فدخلته.
الام-في ذهول-: كنت تريد تاجيل الامتحان من دون علمي؟
هاني : نعم.
الام : لم؟
هاني: كنت خائفا.
الام : و ما منعك من التاجيل؟
هاني: لابد ان ادفع عشرين جنيها ، و لم يكن معي نقود.
( تجلس الام)
الام : و ماذا فعلت؟
هاني : ..... ( يتفح الكتاب)
الام - في ضجر-: اخبرني ماذا فعلت.
هاني-مطرقا-: الحمد لله.
(صمت ، يغلق الكتاب ، تدخل دينا)
دينا : كيف كان الامتحان يا هاني؟
هاني: انا جائع.
الام : لم اعد الاكل بعد.
دينا : ماذا فعلت؟
هاني: سادخل لانام.
( يدخل حجرته ، و تجلس دينا مكانه)
دينا : لم يرد علي،
ما الامر؟
الام : كنت اعرف ان ذلك سيحدث.
(صمت)
دينا : الا توجد اي اخبار عن ابي؟
الام : لا.
دينا : كيف يعيش وحده؟
الام : لا اعرف.
دينا : اريده ان يرجع اليوم.
الام : لماذا؟
دينا : اشتقت اليه كثيرا.
( صمت)
دينا -في لهفه: ساذهب اليه ، ما رايك؟
الام : خالك سيذهب اليه اليوم ، اتصل بي و اخبرني بذلك.
دينا : و لكن خالي لن يفلح في شئ.
الام : ما سر شوقك المفاجئ لابيك؟
دينا - مطرقه-: لا شئ ، تخيلته في وحدته و حيرته ، في الاكل و غسيل ملابسه.
الام : اه.
( صمت ، يدخل هاني في يده الكتاب و يثب من الفرحه)
هاني - في صوت عال-: الحمد لله الحمد لله.
الام-في سرور-: ما الامر؟
دينا : هل تجننت؟
هاني : نعم.
( يجلس علي الارض)
هاني: اجابتي صحيحه الحمد لله...
الام : كلها؟
هاني : تٌقريبا..
الام : الحمد لله..
( تنصرف الام الي حجرتها ، بينما يظل هاني جالسا علي الارض ، و بعدما تدخل يعبس و يرمي الكتاب)
دينا : لماذا رميت الكتاب؟
هاني-في صوت خافت-: لقد كذبت.
اردت فقط ان اسعد امي.
دينا : وماذا ستفعل يوم النتيجه؟
هاني: ان شاء الله سانجح؟
دينا: هل انت واثق؟
هاني: هل قالت امي ان خالي سيذهب لابي اليوم؟
دينا : نعم.
هاني - مخاطبا نفسه- : ايعود بعدما ضاع كل شئ؟
( صمت ، يسمع جرس الباب ، تتقدم دينا و تنظر
من العين السحريه)
دينا - في صوت مخفض-: محمود و امه.
( يقف هاني و ينشل كتابه)
هاني: ليس وقتهما اطلاقا..
( يدق الجرس مره اخري ،
تظهر الام)
الام : لم انت واقفه هكذا و لا تفتحي الباب.
( تفتح ، يدخل محمود مندفعا حاملا بوكيه ورد ، و وراءه
امه سيده بدينه، تسير ببطئ)
محمود : مساء الخير!
الام : مساء النور من انت؟
محمود : انا محمود ، و هذه امي،
اكيد اخبرتك دينا عني.
( يضع بوكيه الورد علي الطاوله بينما تجلس الام و هي تنهج)
ام محمود: ازعجناكم!
الام : لا اطلاقا..
تفضل يا محمود بالجلوس..
( صمت ، تجلس دينا بجوار الام ، يظل هاني واقفا ،
النظرات تتبادل)
ام محمود: منذ اسبوع و محمود يلح علي ان اتي معه لمني كنت مريضه.
الام : الف سلامه.
ام محمود : الله يسلمك، اريد ان اخطب دينا لمحمود ، ما قولك؟
( تنصرف دينا في خجل)
الام- في ذهول- : انا....
محمود - مقاطعا في لهفه-: و الزواج الاسبوع القادم ، انا جاهز من كل شئ، ما قولك يا عمتي؟
الام-لم تزل مذهوله-: و لكن..
محمود : ارجوك فانا احب دينا كثيرا..
ام محود: و سوف اشتري لها اغلي شبكه.
هاني - في غضب-: صبرا دعا امي تتكلم.
الام : احترم نفسك يا ولد.
( صمت ، ينصرف هاني)
الام : انا اسفه كثيرا..
محمود: لا داعي للاسف يا عمتي ، ما رايك؟
الام في تردد : في الحقيقه ، انا لا استطيع اتخاذ قرار الان.
محمود : اعرف ، اخبرتني دينا بكل شئ،
و لكني اريد موافقه حضرتك، و عندما يرجع عمي ، ساخطبها
رسمي!
الام - في غيظ-: لا.
( صمت)
الام : اعني ، لا اقدر علي اتخاذ القرار الان.
( يسمع صوت جرس الباب ، يدخل هاني و ينظر من العين السحريه)
هاني -في صوت منخفض-: انه خالي و معه ابي!
( تدخل دينا)
الام-في اضطراب-: افتح لهما اذا..
محمود-في نشوه-: حسنا لقد عاد عمي!
امه-في صوت منخفض-: هيا بنا ننصرف.
محمود: انتظري يا امي.
امه: الوقت غير مناسب.
محمود : لا تقلقي..
( يدخل فريد و معه يوسف)
يوسف: مساء الخير ، كيف حالكم؟
ماذا فعلت في الامتحان اليوم يا هاني؟
( صمت ، لا احد يجيب ، ينظر يوسف الي الضيوف،
و يندفع نحوه محمود و هو يعدل من رابطه عنقه)
محمود: يشرفني ان اطلب منك يد دينا يا عمي.
( يدفعه يوسف في غضب، ثم يتجه لفريد)
يوسف : اتري ، لا احد فيهم يفكر فيّ،
و اختك تريد خطبه بنتها و انا غائب،
قلت لك انا لا اريد العوده!
( يفتح الباب ثم ينصرف)
الام : ما الامر؟
( تقف ام محمود غاضبه)
ام محمود : الم اقل لك الوقت غير مناسب!
هيا بنا!
( ينصرفان تاركين بوكيه الورد علي الطاوله)
الام : ما الامر يا فريد؟
( يجلس و يعشل سيجاره)
فريد: من هؤلاء؟
الام : انا لا اعرف من اين اتوا..
و لكن ما الذي اغضب فريد؟
فريد: الخميس الماضي ترك البيت ، اليس كذلك؟
الام : نعم!
فريد: الخميس 23/6 ، اتذكرون هذا التاريخ؟
هاني و دينا في وقت واحد: لا...
( يقف فريد و يتجه نحو باب الشقه)
فريد: انه ذكري وفاه والدته...
( صمت ، يجلس هاني و دينا، تقف الام)
الام-في ضجر-: بدلا من ان يدعو لها ، يتخانق معنا..
استغفر الله العظيم..
( تنصرف)
فريد: هذه كل شئ!
دينا : ضاع مني محمود!
هاني: ضاعت مني السنه!
فريد : وداعا..
( ينصرف)
تمت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق